الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مذكرة على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية **
الرؤية صفة من صفات الله الذاتية الثابتة له حقيقة ً على الوجه اللائق به، وتنقسم إلى قسمين: أحدهما بمعنى البصر وهو إدراك المرئيات والمبصرات، ودليلها قوله تعالى: القسم الثاني: الرؤية بمعنى العلم، ودليلها قوله تعالى: والقسم الأول من الرؤية قد يراد به أيضا النصر والتأييد مثل قوله تعالى: المكر والكيد والمِحَال: معني هذه الكلمات الثلاثة متقارب وهو: التوصل بالأسباب الخفية إلى الانتقام من العدو. ولا يجوز وصف الله بها وصفا مطلقا بل مقيدا؛ لانه عند الإطلاق تحتمل المدح والذم، والله سبحانه منزه عن الوصف بما يحتمل الذم، أما عند التقييد بان يوصف الله بها على وجه تكون مدحا لا يحتمل الذم دالا على علمه وقدرته وقوته، فهذا جائز؛ لانه يدل على كمال الله. والدليل على اتصاف الله تعالى بهذه الصفات قوله تعالى: ولا يجوز أن يشتق من هذه الصفات أسماء الله فيقال: الماكر والكائد؛ لان أسماء الله الحسنى لا تحتمل بأي وجه، وهذه عند إطلاقها تحتمل الذم كما سبق. العفو هو المتجاوز عن سيئات الغير؛ وهو من أسماء الله، ودليله قوله تعالى: من نصوص الصفات السلبية: سبق لك أن صفات الله ثبوتية وهي التي أثبتها الله لنفسه، وسلبية وهي التي نفاها عن نفسه، وان كل صفة سلبية فإنها تتضمن صفة مدح ثبوتية. وقد ذكر المؤلف رحمه الله آيات كثيرة في الصفات السلبية منها: وفي الآية دليل على أن كل شيء يسبح لله تسبيحا حقيقيا بلسان الحال والمقال إلا الكافر؛ فان تسبيحه بلسان الحال فقط؛ لانه يصف الله بلسانه بما لا يليق بالله عز وجل. ومنها قوله تعالى: والثاني: لو كان مع الله اله آخر لطلب أن يكون العلو له، وحينئذٍ أما أن يغلب أحدهما الآخر فيكون هو الإله، وأما أن يعجز كل منهما عن الآخر فلا يستحق واحد منهما أن يكون إلها، لانه عاجز.ومنها قوله تعالى: وفي هذه الآية رد على المشبهة في قوله: العلو وأقسامه: العلو: الارتفاع. وأقسام علو الله تعالى ثلاثة: 1. علو الذات، ومعناه إن الله بذاته فوق خلقه. 2. علو القدر، ومعناه أن الله ذو قدر عظيم لا يساويه فيه أحد من خلقه، ولا يعتريه معه نقص. 3. علو القهر، ومعناه أن الله تعالى قهر جميع المخلوقات فلا يخرج أحد منهم عن سلطانه وقهره. وأدلة العلو: الكتاب والسنة والإجماع والعقل والفطرة، فمن الكتاب قوله تعالى: ]). واقراره الجارية حين سألها: ]. وفي حجة الوداع اشهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ربه على إقرار أمته بالبلاغ، وجعل يرفع إصبعه إلى السماء ثم ينكثها إلى الناس وهو يقول: ]. وأما الإجماع على علو الله فهو معلوم بين السلف ولم يُعلم ان أحدا منهم قال بخلافه. وأما العقل فلان العلو صفة كمال، والله سبحانه متصف بكل كمال، فوجب ثبوت العلو له. وأما الفطرة فان كل إنسان مفطور على الإيمان بعلو الله، ولذلك إذا دعا ربه وقال: يارب، لم ينصرف قلبه إلا إلى السماء. والذي أنكره الجهمية من أقسام العلو علو الذات ونرد عليهم بما سبق في الأدلة [آي أن قولهم لانه مخالف لظاهر اللفظ واجماع السلف، وليس عليه دليل.]. معني استواء الله على عرشه علوه واستقراره عليه، وقد جاء عن السلف تفسيره بالعلو والاستقرار والصعود والارتفاع، والصعود والارتفاع يرجعان إلى معني العلو.ودليله قوله تعالى: 1. انه خلاف ظاهر النص. 2. انه خلاف ما فسره به السلف. 3.انه يلزم عليه لوازم باطلة. والعرش لغةً: سرير الملك الخاص به. وشرعا: ما استوى الله عليه، وهو من اعظم مخلوقات الله، بل اعظم ما علمنا منها، فقد جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ انه قال: المعية لغةً: المقارنة والمصاحبة. ودليل ثبوت المعية لله قوله تعالى: فالعامة هي: الشاملة لجميع الخلق كقوله تعالى: والخاصة هي: التي تختص بالرسل واتباعهم كقوله تعالى: والجمع بين المعية والعلو وجهين: أولا ً: انه لا منافاة بينهما في الواقع، فقد يجتمعان في شيء واحد، ولذلك تقول: ما زلنا نسير والقمر معنا مع انه في السماء. الثاني: انه لو فرض أن بينهما منافاة في حق المخلوق لم يلزم أن يكون بينهما منافاة في حق الخالق؛ لأنه ليس كمثله شيء وهو بكل شيء محيط. ولا يصح تفسير معية الله بكونه معنا بذاته في المكان. أولا: لانه مستحيل على الله حيث ينافي علوه، وعلوه من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها. ثانيا: انه خلاف ما فسرها به السلف. ثالثا: انه يلزم على هذا التفسير لوازم باطلة. معناه على السماء أي فوقها، ف (في) بمعنى (على) كما جاءت بهذا المعنى في قوله تعالى: ولا يصح أن تكون (في) للظرفية إذا كان المراد بالسماء الأجرام المحسوسة؛ لان ذلك يوهم أن السماء تحيط بالله، وهذا معني باطل؛ لان الله اعظم من أن يحيط به شيء من مخلوقاته. قول أهل السنة في كلام الله تعالى: قول أهل السنة في كلام الله تعالى: انه صفة من صفاته لم يزل ولا يزال يتكلم بكلام حقيقي بصوت لا يشبه أصوات المخلوقين وحروف. يتكلم بما شاء ومتي شاء وكيف شاء، أدلتهم على ذلك كثيرة منها قوله تعالى: ودليلهم على انه بمشيئة قوله تعالى: وكلام الله صفة ذات باعتبار اصله، فان الله لم يزل ولا يزال قادرا على الكلام متكلما، وصفة فعل باعتبار احاده، لان آحاد الكلام تتعلق بمشيئته متي شاء تكلم. وأكثر المؤلف من ذكر أدلة الكلام، لانه اكثر ما حصلت فيه الخصومة ووقعت به الفتنة من مسائل الصفات. قول أهل السنة في القرآن الكريم يقولون: القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدا واليه يعود؛ فدليلهم على انه كلام الله قوله تعالى: ومعني (منه بدا) إن الله تكلم به ابتداءً. ومعني (واليه يعود) انه يرجع إلى الله في آخر الزمان حيثما يرفع من المصاحف والصدور؛ تكريما له إذ اتخذه الناس هزوا ولهوا. السنة لغةً: الطريقة، وسنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شريعته من قوله أو فعله أو إقراره خبر كانت أو طلبا. والإيمان بما جاء فيها واجب كالإيمان بما جاء في القرآن، سواء في أسماء الله أو صفاته أو في غيرها؛ لقوله تعالى: وقد ورد في السنة صفات ليست في القرآن: فمنها نزول الله إلي السماء الدنيا كل ليلة حين يبقي ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟) [أخرجه البخاري، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: ومعني النزول عند أهل السنة انه ينزل بنفسه سبحانه نزولا حقيقيا يليق بجلاله، ولا يعلم كيفيته ألا هو. ومعناه عند أهل التأويل نزول أمره، ونرد عليهم بما يأتي: 1. انه خلاف ظاهر النص والإجماع. 2. أن أمر الله ينزل كل وقت وليس خاصا بثلث الليل الأخير. 3.إن الأمر لا يمكن أن يقول: من يدعوني فاستجيب له... الخ. ونزوله سبحانه إلى السماء الدنيا لا ينافي علوه؛ لان الله سبحانه ليس كمثله شيء، ولا يقاس نزوله بنزول مخلوقاته. الفرح والضحك: ومنها الفرح ودليله قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ]. الحديث. وهو فرح حقيقي يليق بالله ولا يصح تفسيره بالثواب، لانه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف. ومنها الضحك ودليله قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وفسره أهل السنة والجماعة بانه ضحك حقيقي يليق بالله وفسره أهل التأويل بالثواب، ونرد عليهم بانه مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف. وصورة المسالة التي في الحديث: ان كافرا يقتل مسلما في الجهاد، ثم يسلم ذلك الكافر ويموت على الإسلام فيدخلان الجنة كلاهما. العجب ثابت لله تعالى بالكتاب والسنة، ففي الكتاب بقوله تعالى: (بل عجبتُ) على قراءة ضم التاء، وفي السنة يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : والممتنع على الله من العجب هو ما كان سببه الجهل بسبب المتعجب منه؛ لان الله لا يخفي عليه شيء، أما العجب الذي سببه خروج السيئ عن نظائره أو عما ينبغي أن يكون عليه فان ذلك ثابت لله. وقد فسره أهل السنة والجماعة انه عجب يليق بالله، وفسره أهل التأويل بثواب الله أو عقوبته، ويرد عليهم بانه خلاف ظاهر النص وإجماع السلف. ومن الصفات الثابتة قدم الله عز وجل لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وفسر أهل السنة والرجل والقدم بانها حقيقية على الوجه اللائق بالله، وفسر أهل التأويل الرجل بالطائفة ـ اي الطائفة الذين يضعهم الله في النار ـ والقدم بالمقدمين على النار. ونرد عليهم بان تفسيرهم مخالف لظاهر اللفظ وإجماع السلف وليس عليه دليل. حديث رقية المريض [سبق تخريجه.]. وحديث الجارية التي سألها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أين الله فقالت في السماء [سبق تخريجه.]: في حديث رقية المريض من صفات الله إثبات ربوبية الله وإثبات علوه في السماء، وتقدس أسمائه عن كل نقص، وان له الأمر في السماء والأرض فحكمه فيهما نافذ، وإثبات الرحمة إثبات الشفاء لله وهو رفع المرض. وفي حديث الجارية من صفات الله: إثبات المكان لله وانه في السماء. ومن الصفات الثابتة بالسنة كون الله تعالى قِبَلَ وجه المصلي، ودليله قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: وهذه المقابلة ثابتة لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به، ولا تنافي علوه، والجمع بينهما من وجهين: 1. ان الاجتماع بينهما ممكن في حق المخلوق كما لو كانت الشمس عند طلوعها، فإنها قبل وجه من استقبل المشرق وهي في السماء، فإذا جاز اجتماعها في المخلوق فالخالق أولي. 2. انه لو لم يكن اجتماعها في حق المخلوق، فلا يلزم أن يمتنع في حق الخالق؛ لان الله ليس كمثله شيء. القرب: قرب الله تعالى وهو دنوه منهم ثابت بالكتاب والسنة، فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: وهو قرب حقيقي يليق بالله تعالى ولا ينافي علوه؛ لانه تعالى بكل شيء محيط، ولا يقاس بخلقه؛ لانه ليس كمثله شيء. رؤية العباد لربهم تبارك وتعالى: رؤية العباد لله تعالى ثابتة بالكتاب والسنة؛ فمن أدلة الكتاب قوله تعالى: والتشبه في هذا الحديث للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي؛ لان كاف التشبيه داخلة على فعل الرؤية المؤول بالمصدر، ولان الله ليس كمثله شيء، والمراد بالصلاتين المذكورتين صلاتا الفجر والعصر. ورؤية الله في الآخرة لا في الدنيا؛ لقوله تعالى لموسى {لَنْ تَرَاني} [الأعراف: من الآية143]. وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ]. ورؤية الله لا تشمل الكفار لقوله تعالى: وفسر أهل السنة هذه الرؤية برؤية العين للأدلة آلاتية: أولا:ان الله أضاف النظر إلى الوجه الذي هو محل العين فقال: ثانيا: انه جاء في الحديث: مذهب الجهمية والاشعرية والكلابية في كلام الله: مذهب الجهمية في كلام الله انه خلق من مخلوقاته، لا صفة من صفاته، وانما أضاف الله إليه تشريف وتكريم كما أضاف إليه البيت والناقة في قوله: {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} [الحج: من الآية26]. وقوله: ومذهب الاشعرية ان الكلام صفة من صفاته، لكنه هو المعنى القائم بالنفس، وهذه الحروف مخلوقة لتعبر عنه، والكلابية يقولون كقول الاشعرية ألا انهم سموا الألفاظ حكاية لا عبارة، وعلى مذهبيهما ليس كلام الله تعالى بحرف وصوت وانما هو المعنى القائم بنفسه.
هذه الأمة وسط بين الأمم في العبادات وغيرها، ودليل ذلك قوله تعالى: مثال كونها وسطا في العبادات: ما رفعه الله عن هذه الأمة من الحرج والمشقة اللذين كانا على من قبلهما، فهذه الأمة اذا عدموا الماء تيمموا وصلوا في أي مكان، بينما الأمم الأخرى لا يصلون إلا في أمكنة معينة. ومثال كونها وسطا في غير العبادات: القصاص في القتل كان مفروضا على اليهود، وممنوعا عند النصارى، ومخيرا بينه وبين العفو والدية عند هذه الأمة.
فرق هذه الأمة ثلاثة وسبعون فرقة، والناجي منها من كان على مثل ما عليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه، وكلها في النار إلا الناجية لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أهل السنة والجماعة وسط بين فرق الأمة في أصول خمسة: الأول: أسماء الله وصفاته، فأهل السنة وسط فيها بين أهل التعطيل وأهل التشبيه، لان أهل التعطيل ينكرون صفات الله، وأهل التشبيه يثبتونها مع التشبيه، وأهل السنة والجماعة يثبتونها بلا تشبيه. الثاني: القضاء والقدر: الذي عبر عنه المؤلف بأفعال الله، فأهل السنة وسط فيه بين الجبرية والقدرية؛ لان الجبرية يثبتون قضاء الله في أفعال العبد ويقولون: انه مجبر لا قدرة له ولا اختيار. والقدرية ينكرون قضاء الله في أفعال العبد، ويقولون: إن العبد قادر مختار لا يتعلق فعله بقضاء الله، وأهل السنة يثبتون قضاء الله في أفعال العبد ويقولون: انه له قدرة واختيارا أودعهما الله فيه متعلقين بقضاء الله. الثالث: الوعيد بالعذاب، فأهل السنة وسط فيه بين الوعيدية وبين المرجئة؛ لان الوعيدية يقولون: فاعل الكبيرة مخلد في النار؛ والمرجئة يقولون: لا يدخل النار ولا يستحق ذلك، وأهل السنة يقولون: مستحق لدخول النار دون الخلود فيها. الرابع: أسماء الإيمان والدين: فأهل السنة وسط فيه بين المرجئة من جهة وبين المعتزلة والحرورية من جهة؛ لان المرجئة يسمون فاعل الكبيرة مؤمنا كامل الإيمان، والمعتزلة والحرورية يسمونه غير مؤمن، لكن المعتزلة يقولون: لا مؤمن ولا كافر في منزلة بين منزلتين، والحرورية يقولون: انه كافر، وأهل السنة يقولون: انه مؤمن ناقص الإيمان، أو مؤمن بأيمانه فاسق بكبيرته. الخامس:أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأهل السنة وسط فيه بين الروافض والخوارج؛ لان الروافض بالغوا في حبِّ آل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغلوا فيهم حتى أنزلوهم فوق منزلتهم، والخوارج يبغضونهم ويسبونهم، وأهل السنة يحبون الصحابة جميعهم، وينزلون كل واحد منزلته التي يستحقها من غير غلو ولا تقصير. طوائف المبتدعة الذين أشار إليهم المؤلف في هذه الأصول السابقة: أشار المؤلف إلى طوائف من أهل البدع: أولا الجهمية: وهم اتباع الجهم بن صفوان الذي اخذ التعطيل عن الجعد بن درهم، وقتل في خراسان سنة 128هـ، ومذهبهم في الصفات إنكار صفات الله، وغلاتهم ينكرون حتى الأسماء، ولذلك سموا بالمعطلة. ومذهبهم في أفعال العباد أن العبد مجبور على عمله ليس له قدرة ولا اختيار، ومن ثم سموا جبرية. ومذهبهم في الوعيد وأسماء الإيمان والدين ان فاعل الكبيرة مؤمن كامل الإيمان ولا يدخل النار، ولذلك سموا مرجئة فهم أهل الجيمات الثلاث تجهم وجبر وارجاء. ثانيا المعتزلة: وهم اتباع واصل ابن عطاء الذي اعتزل مجلس الحسن البصري حين كان الحسن يقرر ان فاعل الكبيرة مؤمن ناقص الإيمان، فاعتزله واصل وجعل يقرر ان فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين. ومذهبهم في الصفات: إنكار صفات الله كالجهمية، ومذهبهم في أفعال العباد إن العبد مستقل بفعله يفعل بإرادة وقدرة مستقلا عن قضاء الله وقدره عكس الجهمية؛ ولذلك سموا قدرية. ومذهبهم في الوعيد إن فاعل الكبيرة مخلد في النار عكس الجهمية القائلين إن فاعل الكبيرة لا يدخل النار، ولذلك سموا الوعيدية. ومذهبهم في أسماء الإيمان والدين ان فاعل الكبيرة في منزلة بين منزلتين ليس مؤمنا ولا كافرا، عكس الجهمية القائلين بانه مؤمن كامل الإيمان، ولذلك سموا أصحاب المنزلة بين منزلتين. ثالثا: الخوارج: سموا بذلك لخروجهم على أمام المسلمين، ويقال لهم: الحرورية نسبة إلى حروراء موضع بالعراق قرب الكوفة خرجوا فيه على علي بن أبى طالب رضي الله عنه. كانوا من اشد الناس تدينا في الظاهر حتى قال فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأصحابه: ومذهبهم في الوعيد إن فاعل الكبيرة مخلد في النار كافر يحل دمه وماله، ومن ثم استباحوا الخروج على الأئمة إذا فسقوا. رابعا: الروافض: ويقال لهم الشيعة الذين يغلون في آل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويفضلون على ابن أبى طالب رضي الله عنه على جميع الصحابة، ومنهم من يفضله على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومنهم من يجعله ربا. وسموا شيعة لتشيعهم لال البيت، وسموا روافض لانهم رفضوا زيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب حين سألوه عن أبى بكر وعمر رضي الله عنهما فاثني عليهما، وقال هما وزيرا جدي يعني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فانصرفوا عنه ورفضوه. اليوم الآخر: اليوم الآخر يوم القيامة، ويدخل في الإيمان به كل ما اخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما يكون بعد الموت، كفتنة القبر وعذابه ونعيمه وغير ذلك. والإيمان به واجب، ومنزلته من الدين انه أحد أركان الإيمان الستة.
|